جنون حلم .. ام حلمٌ مجنون

الامر سيان...

فعالمي هو بالحقيقة ,,, عالمُ مجنون تحيك الاحلام شباكها حوله ...





Friday, February 19, 2010

التناقضات.. الطريقة العلمية.. والابداع


 





لطالما كانت التناقضات مصدر مضايقة للعديد من صغار السن ,

ذلك يرجع لأننا كبشر في السن الصغيرة نميل إلى ترتيب الأشياء وفقا لقائمتين

ابيض و اسود

خطأ وصواب



لكن مع مرور الوقت

ونتيجة لتجارب الحياة

نكتشف بأن هذه النظرة قاصرة

وان الحياة تشتمل على جميع الألوان

وأن الصواب في تفكيرنا هو خطأ في تفكير غيرنا من البشر

كما أن الخطأ كما نراه ربما كان صوابا لشخص آخر أو مجموعة أخرى من الناس



الحياة ليست ابيضا أو اسودا

بل هي على اقرب تقدير تميل إلى أن تكون حاصل دمج اللونين معا

يعني : اللون الرمادي



فنعود مجددا لفكرة أن الحياة هي تناقضات مجتمعة



مما ينسب إلى شكسبير قوله : ليس هناك أمر جيد و أخر سيئ, بل طريقة تفكيرنا هي ما يجعل أمرا معينا سيئا أو جيدا.



فطريقة التفكير هي ما يحدد نوعية الأمور

وطريقة التفكير إذا كانت قاصرة فمن الطبيعي أن تكون نظرتنا للحياة ليست مكتملة وليست واقعية



ما نحتاجه هو المرونة في التفكير

و الحماسة في تقبل الأفكار الجديدة والمخالفة

والتجرد واخذ الأمور بجدية والنظر إلى ما وراء الأشياء



التجرد صعب خاصة أننا نعيش في مجتمعات عربية تعودت أن تأخذ بالعادات والتقاليد وتجد صعوبة في تقبل الأفكار الجديدة



كجيل جديد يجب أن ننتهج منهجا أكثر عقلانية ومنطقية و نتبع الطريقة العلمية في تقرير القرارات



ليس سهلا أن نبتعد عن ما رسمه المجتمع وان نحيد ونكون مبدعين وخلاقين

لكنه طريق يستحق كل التعب

وكل الألم

ففي النهاية نكون نحن من اختار وقرر وخلق وأبدع

وليس من اتبع وكان إمعة



Saturday, February 13, 2010

عين وسحر وجان...





اليوم قابلت امرأة ودار بيننا حديث كان من ضمن هذا الحديث إيمانها بأن كل ما في الحياة يمكننا تفسيره تفسيرات تستند إلى العين والسحر والجان والمعجزات و كرامات الأولياء والصالحين .. الخ.

بصراحة ما آلمني حقا هو أن هذه السيدة متعلمة وأم لأطفال وهي في أوائل الأربعينات من عمرها يعني في سن الرشد كما يقال.

المحزن في الأمر هو أنها ليست أول , ولن تكون أخر, سيدة أقابلها وتعتمد على هذا المبدأ في تفسير الحياة.



في التسعينات من القرن الماضي كنت طالبة في التعليم العام في السعودية وكنا نجلس بالساعات لنحضر محاضرة تتحدث عن وتمجد ما يحصل في أفغانستان للمجاهدين( طبعا هذا قبل أن تتبدل الأوضاع ويصبح ذاته " مجاهد" الأمس هو " إرهابي" اليوم!!). كان " الشيخ" أو " الداعية" يتحدث مطولا عن كرامات الشهداء والمعجزات التي لا يمكن أن يتقبلها عقل بشري سليم.

اذكر من هذه الكرامات هو تحول رائحة دم الشهيد إلى مسك يفوح لأيام وليال ومنها أيضا كيف تتحول الحجارة إلى قنابل وتفجر دبابات العدو الغاشم!!!!

استخفاف واضح بعقول المستمعين.حين ذاك كنت اسمع واصمت لأني جربت مرةً أن اعبر بكل عفوية عن عدم تصديقي لهذا الهراء وتعرضت لموقف مهين فعلا لدرجة أن زميلاتي في الصف تجنبن الحديث معي لفترة وكنت اسمعهن يتهامسن عن حقيقة ديني وهل أنا مسلمة حقا!!!



لكن على ما يبدو تبعات هذا الفكر السقيم ما زالت تنخر ببنيان مجتمعنا.

فمازالوا يعتمدون التفسير الميتافيزيقي للحياة.

أمر مؤسف حقا أن يكون هذا الفكر منتشرا بين الأمهات بالذات لأنهن المسئولات عن تنشئة الجيل الجديد الذي نطمح لان يكون جيلا واعيا وذو عقل حر من هذه الخزعبلات.

مازالت بعض الأمهات يصرخن في المجالس إذا تعثر الطفل خوفا من أن إحدى الحاضرات أصابته بعينها الحارة!! ومازلت أتسأل هل حقا هناك عين حارة وهل يوجد أخرى باردة؟!!

العين حق لم أنكر ذلك لكن ليست كل الأمور هي عين وحسد.

فتاة لم يتقدم لخطبتها شاب مناسب لتوافق عليه أو ربما لم يتقدم لها احد ليس لعيب فيها لكن ربما لأنها لا تختلط كثيرا بالمجتمع تصاب بوسواس لان جارتها تظن بأنه ربما تكون مسحورة أو " مربوطة" أو " عاملينلها عمل"!!!

زوجة لا تفهم احتياجات زوجها النفسية والعقلية والفكرية أو تهمل هذه الجوانب في علاقتها به وتظن بأنها قدمت لهذه العلاقة كل شيء وتحتار لم ينفر منها زوجها أو لم يريد الزواج بأخرى أو لم يبحث عن العلاقات خارج إطار الزواج؟!! وبعد تفكير طويل وغير مجدٍ تفسر ذلك بأن قريبتها أم طارق " الحسودة" هي السبب بهذه المشكلة!!!

مسكينة أم طارق إني حقا ارأف بحالها كان الله في عونها .



القصور في طريقة معالجة الأمور في مجتمعنا تحتاج لوقفة جادة .

مازلت اذكر كيف كانت عبوة الماء تدور بيننا في قاعة المحاضرات ونحن طالبات جامعيات لننفث فيها ونقرأ بعض الآيات لان زميلة لنا طُلقت أو مرضت أو استسلمت وقررت ترك الدراسة أو غيرها من الأسباب. لا اعلم لم لا نفكر مثلا بان هذه الزميلة طُلقت لان زواجها يمر بأزمة عدم توافق و أنها مرضت لأنها لا تهتم بصحتها جيدا وأنها لا ترغب بالحضور للجامعة لأنها كسولة وليست لديها همة عالية ولا طموح لتتحمل مصاعب الدراسة؟!!

ومازالت منتدياتنا النسائية تتحدث عن الفتيات وعشق الجان لهن!!

وكأن هذا الجان لم يجد أنثى جان مثله ليرتبط بها واختار أن يلاحق الإنسية ويراودها عن نفسها؟!!

وطبعا الأحلام هذا عالم آخر. أكاد اجزم أن 70 % من المفسرين للأحلام يعبرون الأحلام على أنها عين وسحر وحسد ونفس ووو الخ. بل يتجاوزون هذه التفسيرات إلى إشاعة البغضاء بين المسلمين فيقول للسائل أن يحذر من شخص قريب منه فهو عدو بلباس صديق!!!

ويبدأ الشك وسوء الظن وينتهي بكره الأخ لأخيه والصديق لصديقه.



لم يتم ربط المشاكل جميعها بهذه الأسباب الميتافيزيقية الغير واقعية بتاتا؟!!

لم مهما تقدمنا ونلنا من الشهادات العلمية نظل مؤمنين بأن العين والسحر والجان هي السبب عندما نسعل وليس فيروس H1 N1؟!!