الكثير من الناس يهتمون ويقرؤون بطرق المحافظة على اللياقة البدنية للجسم , لكن قلة منهم يهتمون بالمحافظة على لياقة واحد من أهم الأعضاء وأكثرها عرضة للإهمال : العقل.
كيف يمكنك كإنسان أن تكون مفكرا عبقريا؟
من وحي تجربتي الشخصية وقراءاتي و نصائح الآخرين لي خرجت بعدة خطوات أكاد اجزم أنها فعالة جدا وبوقت قياسي في تطوير عمل العقل وطريقة التفكير لكنها تحتاج لمرونة و انفتاح.
أولى الخطوات وأهمها هو دقة الملاحظة , فدقيق الملاحظة من الناس هو من يكتشف العلاقة بين الأشياء والفروق بين الأمور والعلاقة بين المسببات والأسباب. واغلب البشر عندهم قصور في التفكير خاصة عندما يقررون بان كل الرجال متشابهون ولا فرق بين النساء ولا اختلاف بين المجتمعات والبلدان. في واقع الأمر, لا يشبه رجل رجلا آخر كما لا تشبه امرأة امرأةً أخرى وبالطبع اختلاف المجتمعات أمر ملموس ولا يمكننا إنكاره أو حتى تقنينه.
إحدى أهم الخطوات في تطوير التفكير هي استخدام التفكير المضاد. التفكير بشكل معاكس لما نعتقده ونراه من موقعنا يفتح لنا بابًا لعوالم جديدة من الاتجاهات والآراء والأفكار. هذه الخطوة يمكن تحقيقها بكل بساطة بتوجيه سؤال بسيط لأنفسنا عن ماذا سيكون موقفنا لو كنا بمكان الشخص الأخر؟
في الحقيقة إذا لم تفكر في المضاد أو في مواقف الآخرين وردات فعلهم فأنت لا تفكر أصلا ولا تستخدم عقلك ولا ذكائك. يجب أن نضع في اعتبارنا نقطة مهمة بأنه لا وجود للأحادية وان الحياة ليست مكونة من لونين ابيض واسود بل في الواقع هي مكونة من درجات الرمادي. ابيض, اسود , خطأ , صح هي طريقة التفكير المتطرف القاصر عن رؤية الحياة كما هي بحقيقتها بدون make up أو رتوش.
لتكن لك أهداف واضحة في الحياة ولتسع لتحقيقها ولتكن لك مبادئ وقيم وقواعد لكن لا تتعلق كثيرا بمبادئك وقواعدك فالمرونة أمر مطلوب والتطور أمر حتمي ويجب أن نواكب الحياة لا أن نجمدها بالإضافة إلى أن صحة قاعدة معينة في وقت ووضع معين لا يعني صحتها دائما وفي كل وقت. فبعض القواعد والمبادئ يمكننا إعادة التفكير بها وتقييمها وكسرها أيضا فالتمرد على القواعد يعد متعة لا تضاهيها متعة لكن بالطبع ليس في كل الأمور فهناك ثوابت كسرها يعني الدمار.
عندما تفكر لتقرر أمرا ما حاول قد الإمكان من التقليل من الحواجز التي تمنعك من إصدار قرار سليم وجيد. بعض الحواجز تشكل غطاء للعقل تمنعه من الحكم الصحيح على الأمور كالغضب والعاطفية والتحيز والزهو والتطرف. اخلق بيئة محايدة يمكنك فيها التفكير على النحو الأمثل.
أوسع دائرة خياراتك ولا تحصر تفكيرك بدائرة معينة فالكون لا حدود له.
تعلم أن التركيز على الجزء يحرمك من رؤية الصورة بشكلها الحقيقي ولا تجعلك تدرك وجود الأجزاء الأخرى التي تجعل الصورة أكثر وضوحا واكتمالا. لا تكتفي بنظرة واحدة للأمور. حاول أن تفكر مرة ومرتين وثلاث مرات حتى تصل إلى القرار الأفضل والأكثر تجردا وحيادية.
حاول تقليل الفوضى في عقلك وحياتك . عندما تتخلص من الفوضى سيتخلص عقلك من التشويش ويكون أكثر قدرة وكفاءة عند التفكير ورؤية الأمور.
حاول أن تكون أكثر واقعية وعقلانية ومسؤولية وتفاؤلا في تقرير الأمور وإذا حدثت مشكلة لا تلقي باللوم على طرف واحد أو خارجي وتنسى باقي الأطراف. كن صاحب قرار وتحمل ما يترتب على قراراتك من نتائج ولا تكن أنانيا في قراراتك ونتائجها وتذكر بأن سقفك هو ارض الغرفة لشخص آخر.
مهما كنت ذكيا وواثق من قدراتك العقلية تذكر بان هناك من هو أذكى منك وحاول أن تتعلم منه. لا تكن مغرورا فلا ضير من إتباع الأفكار الذكية والأكثر عقلانية.
أخيرا, لا تخف من الخطأ في القرار أو الاستنتاج فالخطأ يعني الإصلاح وتقليل الوقوع في الأخطاء المستقبلية ويقودك ذلك إلى الإتقان والنجاح في الحكم على الأمور.